التوصيات العامة العشرة في الممارسة الطبية
عندما يزور المريض طبيبه بسبب مشكلة صحية ألمت به فإنه يأمل منه أن يضع التشخيص لحالته وأن يعالجه المعالجة المناسبة من أجل الحصول على الشفاء التام في حالات عدة لا سيما منها في الأمراض المزمنة والمستعصية والأورام وغيرها قد يكون الشفاء التام أمراً صعباً بل وربما مستحيلاً في مثل هذه الحالات يأمل المريض أن يؤدي العلاج إلى إطالة حياته وتحسين نوعيتها . أحياناً قد يؤدي إطالة العمر إلى استمرار المعاناة ، لكن معظم الناس يقبلون هذا التحدي ، على إيقاف العلاج وتقصير العمر .
يشتط المريض على الطبيب ، كما يشترط المجتمع عليه ، أن يحقق له ما يريد على أن يكون الرضى أو الأذى اللذان قد يلحقان به من خلال التطبيق المثالي لوسائل التشخيص والعلاج والمتابعة ، نفسية كانت أم جسدية أو حتى مادية ، في الحد الأدنى وضمن النسب العالمية المعروفة للأختلاطات الناتجة عن تلك المقارنة . إلا أن المريض وعائلته والمجتمع ككل يأملون بل ويرفضون حدوث أي خطأ طبي مهما كان نوعه .
ولا بد من التفريق بين الاختلاط والخطأ الطبي . فالاختلاط هو ضرر حتمي ، غالباً خفيف الوطأة ، سيقع على المريض بسبب الممارسات الطبية من تشخيص أو علاج ، يبقى سبب حدوثه غير معروف أو ربما غير مؤكد ، لكنه سيحدث ضمن نسب محددة بالرغم من اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة أما الخطأ فلا يسمح بحدوثه وإذا حدث فإنه قد يستوجب محاسبة أو مقاضاة للطبيب ويكون سبب الخطأ الطبي نقص كفاءة الطبيب أو طبيب الأسنان وهي للأسف الحالة الأكثر شيوعاً والأكبر خطراً على المريض والمجتمع .
لذا لا بد من بذل جهداً مضاعفاً لـ :
1– تطوير المهن الطبية من أجل خدمة المريض والمجتمع على أكمل وجه
2 – تجنب الأطباء وأطباء الأسنان في الوقوع في أية مشكلة مع المريض أو أهله أو مع المجتمع بشكل عام .
التوصية الأولى :
المحافظة على علاقة متميزة مع المريض وعائلته ، على الطبيب وطبيب الأسنان أن ينصت أو ينتبه إلى ما قيل أو إلى ما لم يقال ، أو ما أراد المريض قوله ولكن عجز عن الإفصاح عنه ، أو ما عناه المريض فعلاً .
أثبتت الخبرات أن أقل الأطباء عرضة لرفع الدعاوى عليهم هم الذين حافظوا على علاقات جيدة مع مرضاهم وتميزوا بقدرتهم على الاستماع إليهم و إحساسهم بمدى اهتمامهم بمشاكلهم .
التوصية الثانية :
لتكن أضابير المرضى مكتملة وغير ناقصة ، ويجب تدوين جميع المعلومات عليها ، والمعلومات غير المدونة تسقط قيمتها مهما كانت ذات أهمية عند حدوث أية مشكلة طبية .
يجب تسجيل كل المعلومات ولا سيما المرضية منها على أضابير المرضى هذا بالإضافة إلى التشخيص التفريقي وأسباب وضع الإستطباب الدوائي أو الجراحي .
وأعلم أنه في اللحظة التي تصبح فيه إضبارة المريض وثيقة تملكها المحكمة فإن الشكوك حول مصداقية المعلومات الواردة فيها ستثار في حال وجود شطب للمعلومات أو إضافات جانبية وإذا اضطررنا لذلك فيجب علينا ذكر سبب الإضافة أو الشطب مع وضع التاريخ الحقيقي لهذه التغيرات .
التوصية الثالثة :
ناقش مع مريضك أو مع عائلته إذا لزم الأمر فوراً ودون تأخير أي اختلاط أو أية مشكلة قد تطرأ أثناء سير المرض وخاصة أثناء العلاج .
تعلم أن تفهم مبدأ ” تدبير الأزمات ” وكيف تتعامل معه ب (الاتصال بالمحامي المختص ، مسؤول التأمين الطبي ، المدير الإداري والطبي ) كما يجب على الطبيب إبلاغ المريض أو ذويه بالمشكلة التي حدثت وبالأخطار التي قد تنشأ عنها ، مؤكداً في نفس الوقت عزمه على إيجاد الحلول المناسبة .
التوصية الرابعة :
انتبه إلى ضرورة أخذ موافقة المريض على المعالجة ولكن بعد إطلاعه وبدقة على الحالة المرضية وأسلوب العلاج والاختلاطات التي يمكن أن تحدث .
إن 30 % من الدعاوى كان سببها ادعاء المريض أن ما قدم له من إيضاحات حول حالته المرضية وأسلوب العلاج والاختلاطات التي قد تحدث كانت غير واضحة أو كانت ناقصة
لا تكن الأول الذي يتخلى عن كل ما هو قديم ولا تكن الأخير الذي يتبنى كل ما هو حديث
التوصة الخامسة :
أهتم أكثر بمستواك العلمي وراعي ضرورة متابعة التطورات في مجال اختصاصك وتابع الدورات والمؤتمرات الطبية
إن العلوم الطبية في تطور مستمر وهناك طرق حديثة وتغيرات كثيرة ، لكن تبقى الطرق التقليدية هي الأكثر أمانة لكونها مجربة ولسنوات طويلة ، لكن الطبيب أـو طبيب الأسنان الناجح هو الذي يستطيع أن يختار الجديد لمرضاه ،
فالطبيب المثالي هو الذي يهتم بمستواه العلمي ويعمل على تطويره ولا يسمح لهذا المستوى أن يتخلف عن الركب والتقدم
التوصية السادسة :
حافظ على تقاليدك ومبادئك الأخلاقية ، حتى في زمن تغيرت فيه المبادئ وتشوهت التقاليد .
إن الضغوط المادية التي يعيشها المجتمع ، والأطباء منهم ، قد تغري البعض بممارسات طبية غير أكاديمية أو غير أخلاقية ، كالتسرع في وضع التشخيص دون إجراء التقصي الكافي أو وهو الأخطر ، التسرع في وضع استطباب العلاج ، ولا سيما الجراحة ، بغية الكسب المادي .
التوصية السابعة :
ابحث عن الاحتكاك الدائم مع بقية الزملاء واغتنم الفرص للتحدث إليهم وتحسين العلاقات الشخصية معهم وراعي دوماً علاقات متميزة مع المؤسسات الطبية المختلفة مثل الجمعيات العلمية ونقابات الأطباء ووزارة الصحة والتعليم العالي وغيرها .
إن مثل هذه العلاقات المتميزة ستساعد كثيراص في حال حدوث أية مشكلة إذ سيقف الكثيرون إل جانب الطبيب . سوية يمكننا الاستمرار وتجنب المشاكل الكثيرة ، منفردين تكون فرص السقوط أكبر بكثير ، ولا يمكننا التقدم بتصرفات وقرارات فردية ولا يمكننا تغيير أو تطوير أي قوانين طبية إلا بالعمل المشترك .
التوصية الثامنة :
الشعور بشعور المرضى فافرح لفرحهم وتألم لألمهم . أكثر ما يؤلم المريض ويفقده الثقة بطبيبه هو إحساسه أن هذا الطبيب لا يتفهم معاناته ولا يحس بها بل وربما يتجاهلها .
التوصية التاسعة :
تفهم الحالة المادية للمريض وأجعل أسلوب ممارستك للطب متناسبة مع هذه الحالة .
إن المغالاة في طلب التحاليل المخبرية والفحوص الشعاعية تجعل المريض يتهرب من إكمال العلاج كذلك الأمر في كتابة الوصفات الطبية الغالية الثمن كما ويجب أن نكون دقيقين في وضع استطبابات الجراحة وإعلام المريض بالتكاليف الجراحية الضرورية وحتى الإضافية منها والتي قد تصبح مؤكدة في حال فشل الجراحة أو حدوث أي اختلاط .
التوصية العاشرة :
لتكن لديك الجرأة على اتخاذ القرار بالعودة إلى حيث جئت أو إلى حيث طلبت حتى ولو كنت قد عدت من عملك للتو بعد يوم مرهق ووصلت لباب منزلك .
يجب أن يكون الطبيب مستعداً نفسياً وجسدياً للذهاب لرؤية مريضة كلما دعت الحاجة لذلك .
إن كثيراً من المشاكل الطبية سببها عدم ذهاب الطبيب لرؤية مريضه واعتماده على طلاب الدراسات أو الأطباء المقيمين.