إن التأثير المضاد للجراثيم الذي يقدمه التحضير الآلي مع استخدام المحلول الملحي للارواء لم يكن كافيا للقضاء على الجراثيم في القناة الجذرية. فقد تبين استمرار وجود الجراثيم في القناة حتى بعد 4 جلسات من المعالجة وهذه الجراثيم قادرة على التكاثر بعد إغلاق مدخل القناة هذا يعني أن استعمال الأدوات الآلية يجب أن يكون مدعوما باستخدام محاليل الارواء المضادة للجراثيم و الضمادات ذات الفعالية المضادة للجراثيم في القناة الجذرية إضافة إلى العديد من المزايا التي يمكن الحصول عليها باستخدام هذه المواد الكيميائية أثناء تحضير الأقنية الجذرية يمكن تقسيم المواد المستخدمة لإبادة الجراثيم كيميائيا إلى نوعين فمنها ما يستخدم للارواء أثناء التحضير و منها ما يستخدم كضماد داخل قنيوي بين الجلسات.
الغسل و الارواء:
إن ارواء القناة الجذرية جزء أساسي من عملية تحضير القناة الجذرية حيث توجد خمس مزايا لاستعمال محلول الارواء أثناء تنظيف القناة:
1-ترطيب جدران القناة و إزالة الفضلات بفضل عملية الشطف.
2-تخريب العضويات الدقيقة.
3-حل ّالمواد العضوية.
4-إزالة طبقة اللطاخة و تليين العاج.
5-تنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها بطرق التنظيف الآلية.
1- ترطيب جدران القناة و إزالة الفضلات بفضل عملية الشطف: إن وجود السائل داخل القناة يسهل دخول الأدوات و يسمح لها بالانزلاق على طول جدار القناة الرطب أثناء التحضير بالإضافة إلى ذلك فان الفضلات المتولدة عن تخرب العضويات الدقيقة بالطرق الآلية والبقايا اللبية والبرادة العاجية يمكن أن تخرج بعملية الشطف أفضل من أن تبقى محتجزة داخل القناة فيما لو كانت جافة. كما تبين أن التأثير الميكانيكي الأمثل للارواء هو تنظيف الجزء الذروي من القناة الذي يتم بدفع إبرة السيرنغ بأكبر عمق ممكن داخل القناة لذا فان الإبر الأرفع تعد أكثر فعالية من الإبر الأثخن.
لا يعزز الدفع الأفضل لمحلول الارواء إلى الجزء الذروي من القناة الجذرية وحده إزالة الجزيئات و لكن يتم تحقيق ذلك بفضل سائل الارواء الفعال المدفوع من أجل التنظيف.
2-تخريب العضويات الدقيقة: عندما يطبق محلول الارواء على الأنسجة المصابة بالانتان يجب أن يقوم بتخريب العضويات الدقيقة و سمومها دون إيذاء النسج الطبيعية و ذلك في الأحوال المثالية. في عام(1915) قادت الأبحاث المجراة على أكثر من (200)مركب فعال مبيد للجراثيم إلى أن محلول هيبوكلوريت الصوديوم هو المحلول المنشود. وهنا نذكر بأن محلول هيبوكلوريت الصوديوم قد استخدم لتطهير الجروح أثناء الحرب العالمية الأولى.
تمتلك محاليل الكلوريدات على تأثير قوي مبيد للجراثيم سريريا دون تخريب النسج أو التداخل في شفاء الجروح وهذا يبدو مغايرا للتسمم الخلوي الذي يحدث في التجارب المخبرية فمن المحتمل أن يقوم محلول naocl بالتفاعل مع العضويات اللبية بشكل انتقائي ولا سيما الجزيئات الحاوية على الأمين في البيئة الحيوية منتجة مركبات الكلوريدات التي تقوم بدورها المبيد للجراثيم مع قدرة طفيفة على تخريب النسج الطبيعية.
تم تقديم هيبوكلوريت الصوديوم كمحلول للارواء أثناء المعالجات اللبية من قبل coolidge في عام 1919 و بقي كذلك بسب قدرته على إبادة الجراثيم و حل ّالمواد العضوية المتموتة. إن التأثير المبيد للجراثيم لمحاليل الارواء المتعددة قد تمت دراسته سريريا عن طريق سلسلة من الأبحاث وفقا لما يلي:
إن استخدام حجم كبير من المحلول الملحي المعقم أثناء استخدام الأدوات قد أنقص تعداد الجراثيم داخل الأقنية الجذرية المصابة بالانتان وقد ارتفع التأثير المبيد للجراثيم بشكل واضح لدى استخدام محلول هيبوكلوريت الصوديوم .هذا ولم يتم الكشف عن وجود جراثيم في نهاية الجلسة الأولى بعد استعمال الأدوات و حجم كبير من سائل الأرواء في 50% من الأقنية المدروسة.
لم يلاحظ فرق في التأثير المضاد للجراثيم عند استعمال محلول هيبوكلوريت الصوديوم بتركيز 0.5% أو بتركيز 5% إلا أن الفعالية في المحلول المنخفض التركيز تضعف بشكل سريع بالتالي يجب تكرار العملية و بغزارة وتوجه عناية خاصة أثناء الارواء لمنع اندخال الإبرة في جدران القناة و حقن محلول الارواء إلى ما تحت الذروة محدثا بذلك أذية مباشرة على النسج. إن التأثيرات السمية الخلوية من المحتمل أن تحدث بسبب الفعالية المفرطة و القلوية التي يسببها هيبوكلوريت الصوديوم.
3-حلّ المواد العضوية : أثبت المجهر الإلكتروني الماسح قدرة محلول الارواء على إزالة الفضلات من القناة الجذرية أثناء المعالجة اللبية. وان الدراسات الأولية التي اعتمدت على تقنية المجهر الماسح لم تظهر اختلافا لدى استخدام محلول ملحي أو محلول هيبوكلوريت الصوديوم 1% وانما اعتمدت الفعالية على الحجم المستخدم من محلول الارواء.
في حين أن الدراسات الأخيرة أظهرت دور محلول هيبوكلوريت الصوديوم بتركيز 1-6% في إزالة الفضلات من القناة الجذرية ويبدو هذا المحلول فعالا في تنظيف الجزء الذروي من القناة. وان القدرة على حلّ النسج لهذا المحلول تتأثر بكمية الأجزاء العضوية الموجودة و السائل الموجود وسطح التماس المتاح بينهما.
4-إزالة طبقة اللطاخة و تليين العاج : إن الدراسات المجراة بالمجهر الإلكتروني الماسح قد كشفت اندخال طبقة اللطاخة المكونة من البقايا المتكلسة بالدرجة الأولى في الجدران العاجية وفي فوهات الأقنية العاجية كنتيجة لفعل البرد. لذا يمكن أن تكون طبقة اللطاخة هذه سيئة إذا ما منعت محاليل الارواء من الاندخال في الأقنية العاجية التي يمكن أن تحوي على نسج عضوية و عضويات دقيقة. و بالتالي ركزت العديد من الدراسات على قدرة محاليل الارواء المختلفة على إزالة طبقة اللطاخة.
لقد تمّ البرهان بشكل قاطع على عدم قدرة المحلول الملحي و محلول السافلون و محلول هيبوكلوريت الصوديوم بالتأثير على طبقة اللطاخة عند استخدامها وحدها. وفي الأقنية التي لم تستخدم الأدوات فيها و بالتالي لم تظهر طبقة اللطاخة ،تمكن محلول هيبوكلوريت الصوديوم من إزالة العاج الأولي بتأثيره الحال للبروتين.
في عام 1957 أدخل nygaard_ stby العامل الخالب edta إلى مضمار المداواة اللبية كعامل مختار لتليين العاج مما يجعل تحضير الأقنية الجذرية أسهل . وقد تبين لاحقا أنه بإمكانedta خسف أملاح و تليين جدران الأقنية الجذرية حتى ثخانة (20-50)ميكرون ،وذلك في الجزأين التاجي و المتوسط من القناة الجذرية بشكل خاص .
اعتبر اختيار edtaكمحلول ارواء ممكنا طالما أنه فعال أيضا في إزالة طبقة اللطاخة.
ولكن و بالرغم من فعالية محاليل خالية مثلedta في إزالة طبقة اللطاخة فان هذه المحاليل غير قادرة على إزالة الفضلات السطحية.
ولما كان الارواء بكل من edtaوnaocl وحده لا يزيل كل العضويات و البقايا اللاعضوية من القناة الجذرية فقد تمّ تطوير تقنية الشطف بالمحلولين بشكل متعاقب لتحقيق الإزالة التامة لمحتويات القناة.
وبشكل مشابه يتم استخدام متسلسل للأدوات و محلول edta للارواء يتبع بمحلول هيبوكلوريت الصوديوم
وأخيرا محلول edta وقد حقق هذا التسلسل فعالية أكبر في إزالة طبقة اللطاخة من تطبيق
] [naocl\edta\naocl
5-تنظيف المناطق التي يصعب الوصول إليها بطرق التنظيف الآلية: يوجد العديد من المناطق في النظام القنيوي التي لا يمكن الوصول إليها باستخدام الطرق الآلية وكل هذه المناطق مؤهلة لأن تحوي عضويات دقيقة ونسج لبية متموتة.ومن هذه المناطق الأقنية الإضافية و أقنية مختلفة تتفرع عن القناة أو الأقنية الرئيسية . وهنا نذكر الأشكال الغربية التي تبديها الأقنية الجذرية في الأسنان و التي تمّ إظهارها بالطرق الكيميائية. وهكذا فالمناطق التي يصعب الوصول إليها بالطرق الآلية تنظف فقط بمحاليل الارواء التي يمكنها الوصول لهذه المناطق . ومع كل ما سبق فان التأثير المنظف و المبيد للجراثيم لن يحدث إلا بالدعم الذي يحققه تطبيق الضمادات داخل القنيوية.