إلتهاب الأنسجة الداعمة الشبابي, المصطلح على تسميته بتهدم الأنسجة الداعمة أو على أنه مرض للأنسجة الحول سنية يحدث لدى إنسان بالغ سليم ويتصف بامتصاص سريع للعظم السنخي حول أكثر من سن واحدة من الأسنان الدائمة.
لهذا المرض نمطان أساسيان ففي أحدهما تكون الأسنان المتأثرة هي الأرحاء الأولى والقواطع فقط أما في الآخر فيكون بشكل معمماً أكثر بحيث قد يؤثر على معظم الأسنان
((لا تتناسب كمية التخريب الحاصل مع كمية المخرشات المتواجدة)).
نادراً ما تتواجد حالات التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي بذاتها لفترة طويلة من الوقت باعتبار أن معظم الإضطرابات الحول سنية ذات المنشأ الغير إلتهابي تصبح معقدة بواسطة الالتهاب وذلك لوقت طويل قبل أن تفقد السن المتأثرة.
الآلية المرضية:
سجل Becks توفر الإضطرابات الجهازية في 80 حالة من إلتهاب النسجة الداعمة الشبابي. وجد في./.84 من الحالات إضطرابات هرمونية ووجد إضطرابات جهازية أخرى في./.12 وفي./.4 من الحالات لم يستطع تمييز أي اضطراب.
أثبتت الأغذية الفقيرة بالمعادن بشكل خاص الكالسيوم والفوسفور أنها قد تحدث إضطرابات في الأنسجة الداعمة لأسنان بعض الحيوانات تشابه تلك الموجودة عند المصابين بالتهاب أنسجة داعمة شبابي.
أظهر العديد من الباحثين ميلاً عائلياً لحدوث المرض على سبيل المثال وجد Baer عند التوائم الحقيقية, الأخوة, وأبناء الأعمام الأولى, الأعمام, أبناء الأخ والأخت كما سجل أيضاً أن ميل المرض يتبع جانب الأم من الخط, كما أن الدراسات الحديثة أكثر من قبل 1977. Socransky, Newman أظهرت أن إصابة التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي مصحوبة بالقلح التحت لثوي المرتبط بشكل غير وثيق بسطوح جذور الأسنان المصابة.
أظهر التقييم الجرثومي للويحة وجود متعضيات دقيقة متفرقة تسيطر فيها العصيات سلبية الغرام واللاهوائية. أيضاً يوجد دليل على أن دفاع العضوية يبدو ضعيفاً في الأفراد الذين لديهم التهاب أنسجة داعمة شبابي.
سريرياً: يحدث إلتهاب الأنسجة الداعمة الشبابي في فترة المراهقة, خلال الأعوام من 12 إلى 20 لكنه أكثر سيطرة سريرياً بين الأعمار 18 و25 سنة. ولقد سجل أن الإناث أكثر تأثراً من الذكور بنسبة 1: 3. وقد يظهر في الأفواه الجيدة صحياً والتي لا نخر في أسنانها.
يبدأ هذا المرض بشكل مستقل تماماً عن الالتهاب الحفافي لكن عادة لا يكشف حتى يصبح التهاب الحفافي مرافقاً للنهج الانحلالي.
المؤشر الأول على حدوث التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي هو غالباً انزياح مرضي مفاجىء متناظر للأسنان عادة الإرحاء الأولى الدائمة وبعدها الأسنان الأمامية من الممكن أن تصاب هذه الأسنان أولاً لأنها تبزغ باكراً أكثر من الأسنان الأخرى، ولا يميز التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي في مراحله المبكرة سريرياً، في حين ان الصورة الشعاعية تكشف وجود فقد عظمي سنخي في منطقة موضعة. وأول دليل سريري محدد شاهده طبيب الأسنان هو تشكل جيب عميق غالباً على سن واحدة فقط، ويكون العظم حول السن المجاورة شعاعياً طبيعياً.
في الواقع تكون هذه بداية المرحلة الأخيرة من تطور المرض، في هذه المرحلة تدخل السوائل الفموية والعضويات الدقيقة وفضلات الجيب تليها الأعراض الالتهابية الاعتيادية.
عندما يتقدم التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي في مراحله المبكرة قد يلاحظ الامتصاص العظمي قبل أن يتوفر دليل سريري على تشكل الجيب، إذ تبدأ التغيرات العظمية عند أو قرب قنزعة النتوء السنخين.
يؤدي الامتصاص العظمي السريع إلى توسع المسافة الحول سنية فاتحاً المسافات النقية للعظم التي يندمج فيها الرباط الحول سني مع النسيج النقوي الذي تغير من نقي دهني إلى نسيج ليفي.
يلي انحلال وفقد الألياف الأساسية للرباط الحول سني فوراً، تكاثر البشرة على طول السطح الجذري، وغالباً تترافق هجرة أو انحراف الأسنان المرضي بتطاول السن المتأثرة من سنخها.
تسبب التغيرات في النسيج الضام للرباط الحول سني تطوراً في نشوء النسيج الحبيي الذي يضغط على سطح الجذر مما يحرف تاج السن عن وضعه الطبيعي، ويجعلها غالباً تتطاول إلى منطقة حيث يكون للقوى الإطباقية تأثير رضي على الأنسجة الداعمة، ويعقد الرض الحالة المرضية الموجودة ويسرع تقلقل السن.
عادة لا يوجد الألم في التهاب الأنسجة الداعمة الشبابي حتى وقت متأخر من تقدم المرض، عندما تتدخل التأثيرات الرضية، أو بعد تشكل الجيب عندها يحدث إنتان عميق لنسيج الجيب في هذه الحالة غالباً ما تتطور خراجات جانبية في النسيج الحول سني.
ليس من الغريب ملاحظة تطور مفاجىء لجيب عميق إلى درجة كبيرة على جذر سن يمتد تقريباً حتى ذروته.