أولاً : الاضطرابات التطورية للشفاه وقبة الحنك
1-الشقوق الالتحامية والنواسير الولادية للشفة Gongenital lip and commissural pits and fistulas
الشقوق الالتحامية والنواسير الولادية للشفة من التشوهات التي تصيب الشفاه، وهي غالباً وراثية قد تكون مفردة أو مرافقة لاضطرابات تطورية أخرى كشقوق الفم الأخرى.
وحسب الاحصائيات 80 – 75 % من النواسير الشفوية الولادية تكون مترافقة مع شق شفة أو قبة حنك أو كليهما معاً. كما ذكرت حالات ترافق فيها شق الشفة السفلية والعلوية بآن واحد مع أو دون شق قبة الحنك (متلازمة Woude). ومن المحتمل أن تكون بين الشقوق الالتحامية وشقوق الشفة علاقة وثيقة.
ينتج الشق من اضطراب في التحام البراعم الجنينية للشفة، بشكل جزئي أو تام. وتعتبر كل العوامل التي تؤثر سلباً على عملية التطور الجنيني أسباباً قد ينجم عنها شقوق في الشفة.
الشقوق الالتحامية صعبة التفسير، وإنما تحدث في مواقع خطوط الالتحام الوجهية الأفقية أو الأنفية وتمثل تطوراً معيباً لهذه المواقع.
يبدو شق الشفة على شكل انخفاض أحادي أو ثنائي الجانب، قد يصيب إحدى الشفتين وهو أكثر شيوعاً في الشفة السفلى، يلاحظ أحياناً مادة مخاطية غير كثيفة في قاعدة الشق، كما تبدو الشفة منتبجة.
أما الشقوق الالتحامية فهي شقوق أحادية أو ثنائية الجانب تصيب زوايا الفم.
تقسم النواسير إلى نمطين:
1- نواسير حقيقية يطرح عبرها السوائل والمفرزات.
2- وأخرى غيرحقيقية تعبر عن فشل في التحام البراعم الجينية.
المعالجة الجراحية هي المعتمدة في تصحيح تلك الحالات المرضية المختلفة.
2- الشفة المضاعفة Double lip
توصف الشفة المضاعفة تشريحياً بأنها طية من النسج المخاطية على الوجه الداخلي للشفة. قد تكون خلقية أو مكتسبة ناجمة عن رض الشفة. وتصيب الشفة العليا أو السفلى أو الاثنتين معاً.
لا توجد معلومات عن أسباب أحياناً عائلية أو ميل لجنس أو عرق وتترافق مع تشوهات فموية أخرى وتعرف حالة الشفة المضاعفة المكتسبة المترافقة مع ارتخاء الجفن والتضخم الدرقي غير السام بمتلازمة آشر Ascher.
ارتخاء الجفن هو تهدل للنسج بين حاجب العين وحافة الجفن العلوي لذلك فهو يتدلى بالقرب من حافة الجفن، وتنتج الحالة عن ارتخاء الطية فوق الغضروف الجفني كنتيجة عن ضمور ورقة الجلد الجفني. تتطور تشوهات العين والشفة فجأة. أما الضخامة الدرقية فقد لا تحدث دائماً وإن حدثت فقد تظهر بعد عدة سنوات من بدء الأعراض الجفنية.
لا توجد هناك حاجة لمعالجات ضرورية باستثناء المعالجات التجميلية الوظيفية.
3- شق الشفة وقبة الحنك Cleft of the lip and palate
تشاهد شقوق الوجه التي هي عيب من عيوب التطور الجنيني ممتدة من زاوية الفم حتى الأذن ومن الشفة العلوية أو جناح الأنف إلى العين.
إن سبب شق الشفة العلوية هو فشل التحام الجزء الكريوي من الأنف المتوسط بالأنف الجانبي ونتوء الفك العلوي والسبب الرئيسي هو فشل نسج الوريقة المتوسطة بإختراق الميازيب الآدمية الفاصلة للنتوءات الوجهية، وغياب جزء من النتوء الفكي المركزي يسبب حدوث شق المتوسط، أما شق الشفة السفلية فيكون على الخط المتوسط للشفة ويعزى تطوره لإخفاق الغضروف الرابط في إعطاء ارتفاع للقوس الفكية السفلية لمساعدة الميزاب المركزي لتشكيل الفك السفلي. وقد يشمل هذا الشق الشفة فقط أو الشفة والفك معاً.
شق الشفة العلوية أكثر شيوعاً وأهمية من شق الشفة السفلية.
يعتقد بأن للغذاء والبيئة والأدوية التي تعطى للحوامل أثناء الحمل بالإضافة إلى التغييرات الفيزيولوجية، وتغير التروية الدموية الموضعية لها دور في إحداث هذه التشوهات بالإضافة إلى العوامل الوراثية السابقة الذكر.
ونستطيع أن نميز شكلين: شكل كامل وآخر غير كامل ونمطين مفرد ومزدوج في جانبين.
يمتد شق الشفة العلوية هذا حتى شراع الحنك واللهاة أحياناً، وشق شراع الحنك شائع عند الإناث أكثر من الذكور.
شق قبة الحنك هو تشوه كبير بحيث تكون الحفرة الفموية مفتوحة على التجويف الأنفي ويتوضع هذا الشق في المنطقة بين الرباعية والناب وقد يترافق بتشوهات سنية كإنزياح وانشطار السن أو تشوهها. وقد يترافق هذا التشوه مع تشوهات القلب الخلقية والتصاق الأصابع واستسقاء الدماغ وصغر الرأس والأذن الزائدة وغيرها من تشوهات في البدن.
4- التهاب الشفة الغدي Cheilitis glandularis
تصيب الشفة السفلية ولا يزال السبب مجهولاً ولكن يعزى للعوامل الأخرى كالتعرض للشمس، والغبار، والرياح، والتدخين.
والعوامل الوراثية في إحداث هذه الآفة. حيث تتضخم الشفة ويقسو قوامها، وتسيل منها مفرزات مخاطية، وتصبح منتبجة عقدية.
هناك ثلاث أنماط رئيسة:
1 ـ النمط البسيط.
2 ـ النمط التقيحي السطحي.
3 ـ النمط التقيحي العميق.
الأكثر شيوعاً هو النمط البسيط، حيث يبدو على شكل آفات صغيرة غير مؤلمة، وتكون أقنية الغدد اللعابية متوسعة منتبجة. وقد يتطور هذا النمط إلى أحد النمطين الآخرين.
النمط الثاني التقيحي السطحي يتظاهر بانتباج غير مؤلم، قاسي ومنتشر مع تقرحات سطحية.
وتتشكل الخراجات والنواسير في النمط التقيحي العميق وتكون الحالة أكثر شدة.
وحيث أن هذه الآفة قد تترافق بسرطانة شائكة الخلايا، لذلك ينصح باستئصال القسم المصاب من الشفة جراحياً.
5- التهاب الشفة الحبيبي Cheilitis granulomatous
حالة مرضية مجهولة السبب، تصاب الشفة السفلية. حيث تكون الشفة منتبجة طرية على الجس. وقد يلاحظ توسف بشرة الحافة القرمزية أو تشققها.
6- متلازمة الداء المرجلي المعوي الوراثي Hereditary intestinal polyposis Syndrome
مرض نادر، يشاهد فيه وجود بقع مصطبغة على الوجه خاصة حول الفم والمخاطية الفموية والشفاه وأقل من ذلك على اللثة والحنك. تترافق مع مرجلات معوية تحمل صفة عائلية.
7- البقع القيتامينية الفموية والشفوية Labial and oral melanotic macule
تصيب اللثة وقبة الحنك والمخاطية الدهليزية واللسان، والشفة السفلية في 85 % من الحالات. وهي من الآفات الصباغية التي تتواجد ضمن الحفرة الفموية أو على الشفة. تحدث بأي عمر وتكون وحيدة أو متعددة متفاوتة الحجوم وقد تبلغ 1 سم.
وتظهر البقع القيتامينية بعد الالتهاب أو بعد الرض وقد تكون عبارة عن كلف حقيقي، أو أنها تنجم عن اضطرابات هرمونية، أو عن التلوث الدموي أو بسبب تعاطي الأدوية المضادة للملاريا.
المظهر المجهري للبقع القيتامينية الفموية والشفوية متشابه تماماً. تختلف البشرة حسب مكان التوضع، إنما دائماً يوجد زيادة بكمية القيتامين (الميلانين) في طبقة الخلايا القاعدية. كما تكون الخلايا القيتامينية فعالة نشطة بلا أي مظهر شاذ. ولايخلو الأمر من الرشاحة الالتهابية المزمنة.
ثانياً : الاضطرابات التطورية للمخاطية الفموية:
أ- حبيبات فوردايس: Fordyce`s granules
هي شذوذ في التطور، على شكل بقع صغيرة صفراء منفصلة أو مجتمعة تبرز على سطح المخاطية الفموية. غالباً تتواجد بشكل متناظر على كل من مخاطية الخدين مقابل الأرحاء.
قد تشاهد في اللسان واللثة ولجام اللسان وقبة الحنك وقد تشاهد أيضاً في مناطق أخرى كالمريء وعنق الرحم، والأعضاء التناسلية الذكرية، والكتفين والقدمين….إلخ
تبدو حبيبات فوردايس مجهرياً على شكل مجموعات من الغدد الدهنية المهاجرة، تجتمع هذه الغدد حول قناة مفرغة وحيدة أو عدد من الأقنية التي تنفتح على سطح المخاطية والتي تبدي انسداداً أحياناً.
لا تحتاج هذه الحبيبات للمعالجة ولاتترافق بإضطرابات وظيفية.
ثالثاً : الاضطرابات التطورية في اللثة:
التليف اللثوي Gingival Fibromatosis
هو فرط نمو ليفي لثوي. يحمل صفات وراثية أو عائلية. تتظاهر الأفة على شكل ناميات عقيدية لدى الأطفال ذات لون شاحب وغير مؤلمة.
نسيجياً تلاحظ حزم من الألياف الغرائية الغليظة مع بعض مصورات الليف، ينصح بالاستئصال الجراحي خاصة عند وجود هذا التليف قبل بزوغ الأسنان.