يمكن أن يكون التهاب اللثة أو التهاب النسج اللثوية حاداً (acute) أو تحت حاد (Subacute) أو مزمناً: Chronic وتعتمد شدة التهاب اللثة على قوة ومدة وتكرار المخرشات الموضعية ومقاومة النسج الفموية
ويعتبر الالتهاب المزمن الأكثر شيوعاً وانتشاراً عند المرضى ذوي الأعمار الكبيرة وذوي الأسنان الطبيعية
الأسباب: لالتهاب اللثة أسباب عديدة قسمت في مجموعتين من العوامل:
1 – عوامل موضعية
2 – عوامل عامة
1 ً – العوامل الموضعية:
1 – الجراثيم Microorganisms
2 – القلح Calculus
3 – انحصار الطعام Food impaction
4 – الترميمات والتعويضات السنية السيئة Faulty restorations
5 – التنفس الفموي Mouth breathing
6 – سوء الإطباق Tooth malposition
7 – المواد الكيميائية Chemical application
2 ً – العوامل العامة الجهازية:
1 – اضطرابات التغذية nutritional perturbances
2 – الحمل Pregnancy
3 – السكري diabetes mellitus
4 – الاضطرابات الهرمونية endocrine dysfunction’s
5 – الحالة النفسية Psychiatric phenomens
6 – الإنتانات النوعية granulomatous infections
7 – عوامل مناعية Immunological factors
أ – العوامل الموضعية:
1 – العضويات الدقيقة: micro-organims
يحتوي الفم بشكل دائم على مجموعة متنوعة من الجراثيم وهي تنمو على شكل لويحة في معظم المناطق السنية وخاصة التي لا تخضع للتنظيف الغريزي وتتكون هذه الجراثيم من مكورات وعصيات ومغزليات وملتويات وفي حالة التهاب النسج حول السنية المتقدمة تظهر الوحيدة المشعرة trichonomal amoebas. إن هذه الكمية الكبيرة جداً من الجراثيم المتنوعة للفلورا الفموية تجعل من الصعب تحديد أهمية كل نوع في إحداث الأمراض حول السنية وعلى كل حال من المؤكد أن اللويحة الجرثومية ترتبط بالتهاب اللثة والتهاب النسج حول السنية وقد تؤدي السموم الداخلية المفرزة من اللويحة دوراً مخرشاً أو مولداً للضد في تحريض آلية الدفاع المناعية وإحداث رد فعل التهابي غير نوعي.
ومعروف أن أول وظائف الاستجابة المناعية هو تنشيط الآلية الالتهابية ذلك أن رد الفعل الالتهابي غير النوعي والاستجابة المناعية يقعان ضمن آلية متوازنة ويحدد نجاحهما في حفظ وتثبيت التوازن.
وإن انهيار مقاومة المضيف للويحة الجرثومية، يكون نتيجة لأذى النسيج الذي يحدث بسبب رد الفعل المناعي الذي يكون مخرباً للنسيج نظراً لوجود إنزيمات مخربة يمكن أن تتحرر من قبل الكريات البيض (المفصصات) واللمفوكينات المخرب للنسج بالإضافة إلى السموم اللمفاوية التي تطلقها الخلايا البائية والتائية.
فمثلاً تطلق المفصصات الكولاجيناز، وكذلك الخلايا اللمفاوية، وتفرز البالعات الكبيرة إنزيمات حالة (الحمض الليزوزومي) وتفرز اللمفاويات السموم اللمفاوية وعوامل منشطة للخلايا الكاسرة للعظم (OAF) وأحياناً تسبب بعض الجراثيم الخاصة رد فعل التهابياً للثة على الرغم من أن المظهر السريري قد لا يكون نوعيا، فمثلاً قد تسبب (monilia أو candida) مبيضات البيض وعصيات كوخ tuberculous التهاباً لثوياً وكذلك فيروس الحلأ البسيط والجراثيم المغزلية اللولبية Fuso-spiroshetal التهاباً تموتياً حادا،ً ووصفت حالات من التهاب اللثة بالمكورات العقدية streptococcus والعنقوديات staphylococcus بشكل خاص لهذه الجراثيم ولكن يبقى إيجاد دليل واضح للسبب المؤدي لالتهاب اللثة والأثر الناتج عنه صعباً ومدعاة للتساؤل.
2 – القلح: Calculus
تتشكل على الأسنان عند بعض الأطفال وأغلب البالغين كتل مختلفة الصلابة، وكذلك على الأجهزة التعويضية في الحفرة الفموية سميت بالترسبات القلحية. ويعتبر القلح لويحة سنية ملتصقة خاضعة للتمعدن، وقسم الباحث ماندل تشكل القلح إلى ثلاثة أطوار:
1- تشكل القشيرة.
2 – المستعمرة الجرثومية.
3 – نضج اللويحة وتمعدنها.
يترسب القلح بشكل مواد زلقة نسبياً ناعمة تصبح تدريجياً أقسى وذلك بترسيب الأملاح المعدنية حتى تصبح قاسية ويختلف القلح باللون من الأصفر إلى البني الداكن أو الأسود ويصنف في نوعين رئيسيين حسب توضعه: فوق لثوي وتحت لثوي ويسمى الأول قلحاً لعابياً والثاني قلحاً مصلياً، يكون القلح تحت اللثوي أكثر كثافة وأقسى وأكثر تسطحاً وأغمق لوناً من القلح فوق اللثوي.
تجدر الإشارة إلى أن التوضع الأعظمي لنموذجي القلح فوق وتحت اللثوي على الأسنان الأقرب لفوهات أقنية الغدد اللعابية الكبيرة (السطح اللساني للأسنان الأمامية السفلية والسطح الدهليزي للأرحاء العلوية). يتكون القلح من 75% مواد معدنية و25% ماء ومواد عضوية وتغلب على المواد المعدنية فوسفات الكالسيوم وبعض كربونات الكالسيوم وفوسفات المنغنيزيوم والصوديوم والبوتاسيوم وحديد ومعادن أخرى، أما القالب العضوي للقلح فيتكون من شبكة من العضويات الدقيقة تغلب عليها الخيطيات الإيجابية الغرام وخلايا ظهارية متوسطة وكريات دم بيضاء ومكورات سلبية الغرام بالإضافة إلى مخاطين لعابي هذا ولا يعرف تماماً سبب تشكل القلح لدى بعض الأشخاص وعدم تشكله لدى الآخرين. ومن الصعب الاعتقاد بأن القلح والمتعضيات الدقيقة المرتبطة به ليسا مسؤولين مباشرة عن التهاب اللثة، فالقلح هو عبارة عن مادة قاسية خشنة ملتصقة بسطح السن لذلك تتحرك مع السن خلال وظيفته ولهذا السبب قد تحدث أذى للنسج اللثوية المجاورة وأيضاً عندما يطبق الضغط على اللثة خلال المضغ يخرش القلح المتواجد النسيج اللثوي، وهذا وإن القلح بما يغطيه من المتعضيات الدقيقة يسبب رد فعل التهابياً في اللثة أحياناً.
3- انحصار الطعام وإهمال الصحة الفموية:
انحصار الأطعمة وتراكم الفضلات الطعامية على الأسنان بسبب إهمال الصحة الفموية يسبب التهاب اللثة، نتيجة تخرشها بسموم الجراثيم التي تنمو على هذا الوسط كما إن تفسخ نواتج هذه الفضلات يكون مخرشاً للنسيج اللثوي.
4- التعويضات أو الترميمات السنية المخرشة أو السيئة:
الحواف الحادة للتعويضات السنية تسبب تخريشاً مباشراً للثة كما إن الترميمات السيئة والحواف الغير ملائمة للتعويضات السنية تسمح بتجمع الفضلات الطعامية والجراثيم مما يسبب أذى للنسج اللثوية.
5- التنفس الفموي: mouth breathing
يسبب التنفس الفموي جفافاً للغشاء المخاطي ينجم عنه تخريش للثة مصحوب بالتهاب أو فرط تنسج لثوي.
6- سوء الإطباق: tooth malposition
تتعرض الأسنان الموجودة خارج الإطباق الفيزيولوجي لقوى غير طبيعية خلال المضغ وتكون هذه الأسنان أكثر عرضة لتطور أمراض حول سنية حولها.
7- العقاقير أو المواد الكيميائية: chemical or drug application
للعديد من المواد الكيميائية الدوائية تأثير موضعي مخرش (الفينول – نترات الفضة – الزيوت الطيارة – الأسبرين)، إذا كانت مثل هذه المواد بتماس مع اللثة تحدث رد فعل التهابي ولبعض المواد الدوائية تأثير إذا أخذت عن الطريق العام مثل ديلانين الصوديوم والسيكلوسبورين والنفيدييبرين.
ب – العوامل العامة:
1- اضطرابات التغذية: Nutritional disturbances
للحفاظ على سلامة البدن لابد من تأمين غذاء جيد على أن يكون امتصاصه جيداً مع احتوائه على فيتامينات ومعادن وعناصر غذائية أخرى.
وسيتم عرض تأثير العوز الغذائي على هذه البنى والحفرة الفموية عامة في فصل آخر.
2 – الحمل: pregnancy
تخضع اللثة خلال فترة الحمل لتغيرات دعيت بالتهاب اللثة الحملي وتختلف المظاهر السريرية للثة عند النساء الحوامل فقد تبدو بدون تغير أو ذات لون أحمر داكن مع بعض التضخم في المنطقة الحفافية، أما الحليمات بين السنية فتكون محتقنة جداً.
أحياناً يظهر على اللثة كتلة على شكل ورم يدعى بالورم الحلمي يشبه نسيجياً الورم الحبيبي المقيح pyogenic granuloma هذا ويعتقد بأن الحمل يسبب فرط حساسية للتخريش الموضعي الذي قد لا يسبب رد فعل التهابي في الحالة الطبيعية.
سريرياً قد يحدث التهاب اللثة غير نوعي في مظهره مع بداية الحمل وقد يختفي أو يتراجع عند انتهاء الحمل.
3 – السكري: diabetes mellitus
لم يثبت أن السكري يسبب أمراضاً للأنسجة الحول سنية متقدمة حتى إنّ النسج حول السنية تكون طبيعية عند العديد من مرضى السكري.
بينما يتعرض المرضى السكريون غير المعالجين، لاضطرابات في التفاعلات الإستقلابية التي من شأنها أن تزيد المقاومة للإنتانات في الساقين بسبب انخفاض المقاومة كما تتناقص فعالية الشفاء وربما يكون ذلك كنتيجة لاضطراب استقلاب الكربوهيدرات وذلك لأن النسج حول السنية تتواجد في بيئة فموية تحتوي العديد من عوامل الأذى والرض المسببة للأمراض والتي تتضمن القلح والجراثيم والرض، فليس من المستغرب أن تتعرض هذه النسج للأذى عند هؤلاء المرضى وذلك بسرعة أكبر منها عند الناس الطبيعين.
4 – اضطرابات هرمونية أخرى: Other endocrine dysfunctions
سجلت بعض حالات التهاب اللثة مرافقة لفترة البلوغ ودعي التهاب لثة بلوغي حيث تظهر اللثة محتقنة ومتوذمة. ولكن بعض الباحثين يرون أن الأساس الهرموني نسبي وغير مهم لأن العديد من المراهقين يكونون ذوي تنفس فموي وذلك كنتيجة لفرط التنسج اللمفاوي في اللوزتين وفي النسج الشبه غدية.
بينما تعتبر المخرشات الموضعية (جفاف الغشاء المخاطي الفموي) هي السبب الأساسي. هنا سجل العديد من الباحثين ارتباط التهاب اللثة عند الإناث بالطمث بالإضافة إلى حدوث التهاب لثة غير نوعي مصحوب بنزف دموي، إلا أن هذه الظاهرة نادرة.
5- الحالة النفسية: Psychiatric phenomen
تبدي الإضطرابات النفسية تأثيراً واضحاً على شدة الأمراض حول السنية فقد ذكر كل من Gupta وBelting أن شدة الأمراض حول السنية كانت بوضوح أشد عند المرضى النفسيين، منها لدى المجموعة الشاهدة وقد ازدادت شدة الأمراض حول السنية بازدياد درجة القلق.
انتشار الأمراض اللثوية:
لقد نشرت دراسات كثيرة عن انتشار المرض اللثوي، ومن المعروف أن الأمراض اللثوية والحول سنية واسعة الانتشار وتصيب كافة الأعمار باستثناء الأطفال الصغار جداً وأيضاً تصاب كافة الأجناس ولقد أظهرت دراسة قام بها Marshall ومساعدوه عن انتشار الأمراض حول السنية في مجموعة مكونه من 1279 شخصاً تراوحت أعمارهم بين 65 – 13 سنة وإن انتشار الأمراض اللثوية كان كبيراً بشكل زائد وكان ذلك حتى ضمن الأعمار المبكرة فقد تراوحت النسبة مابين 80% في عمر 13 سنة إلى 95% في عمر 60 سنة.
6 – الإنتانات النوعية:granulomatous infections
7- عوامل مناعية