هو مرض من الممكن أن يصيب الإنسان عندما يعضه حيوان مصاب بفيروس المرض, وداء الكلب معروف منذ قرابة 4000 سنة, و حتى الآن بالرغم من التقدم الكبير في تشخيصه و منعه والوقاية منه إلا أنه مرض مميت دائما تقريبا لكل من يتعرضون له ولا يأخذون بالإجراءات الوقائية. و داء الكلب يمكن منعه تماما بعد إدراك التعرض له, وسرعة تقديم العناية الطبية, و قبل تطور الأمر للمرحلة التي تظهر فيها الأعراض.
الحيوانات التي تحمل فيروس داء الكلب:
في الولايات المتحدة أكثر الحيوانات التي تحمل داء الكلب هي حيوان صغير من الحيوانات البرية يسمى الراكون Raccoon, ثم تأتي بعد ذلك في الترتيب الظرابين الأمريكية Skunks, ثم الثعلب, ثم الخفافيش, ثم ذئب البراري [coyotes, ويعتبر الخفاش أكثر الحيوانات المسببة لنقل داء الكلب للإنسان في الولايات المتحدة
و تعتبر القطط و الكلاب أكثر الحيوانات المستأنسة التي تصاب بداء الكلبأسبابه
لكي يصاب الإنسان بداء الكلب هناك شيئين يجب أن يحدثا:
أولهما: التعرض لحيوان مصاب بداء الكلب.
ثانيهما: يجب أن يسمح التعرض بانتقال اللعاب الملوث من خلال عضة أو خدش.
و ينتقل الفيروس فقط عندما يدخل إلى جروح العضة, أو جروح مفتوحة بالجلد أو الأغشية المخاطية (مثل أغشية العين أو الفم), ثم ينتشر الفيروس من مكان التعرض إلى الجهاز العصبي المركزي ثم أخيرا إلى كافة الأعضاء الرئيسية بالجسم.
الأعراض والعلامات:
أولا: في الحيوان:
قد تبدو الحيوانات المصابة بالسعار مريضة, أو مجنونة, و قد جاء من ذلك أصل التعبير “الكلب المجنون “, ومع ذلك قد يبدو الكلب المصاب ودود جدا, أو سلس, أو مشوش confused, أو قد يبدو طبيعيا تماما. ورؤية حيوان بري – من الطبيعي أن يرى بالليل – أثناء النهار (مثل الثعلب أو الخفاش) وأيضا رؤية حيوان بري- من الطبيعي أن يتصف بالشراسة – مسالما أو وديعا أو ذو مظهر يتسم بالغرابة يجب أن يثير لدينا الشك أن هذا الحيوان قد أصابه السعار أو داء الكلب.
ثانيا: في الإنسان
تتراوح فترة حضانة الفيروس الخاص بداء الكلب في العادة عند الإنسان من شهر إلى شهرين (الفترة من انتقال العدوى إلى ظهور المرض), و لكنها قد تمتد من عشرة أيام إلى سنوات عديدة.
أغلب الناس في البداية يشعرون بألم, أو وخز, أو حكة جلدية و تبدأ هذه الأعراض في موضع العض (أو موضع دخول الفيروس).
قد يصاحب الأعراض التي تكون موضع العض أعراض عامة بالجسم تشبه ما يحدث عند التعرض لأي عدوى فيروسية, مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم, و قشعريرة, و شعور بالتعب أو الإرهاق, و أوجاع بالعضلات, و شعور بالتوتر irritability.
تتدرج بعد ذلك الأعراض بأن يشعر المريض بالإعياء الشديد وتظهر عليه بجانب ارتفاع الحرارة التشوش و الهياج و أخيرا التشنجات و الغيبوبة.
من الأعراض المميزة لداء الكلب حدوث تقلصات و انقباضات عضلية غير منتظمة لعضلات التنفس و ذلك عند رؤية الماء وهذا ما يطلق عليه “رعب الماء” hydrophobia, و قد تظهر عليهم نفس الاستجابة لهبات من الهواء موجهة نحوهم وهذا أيضا يسمى “رعب الهواء” aerophobia, و عند هذه النقطة يكون من الواضح عليهم شدة التأثر بداء الكلب.
أخيرا تتأثر كل أعضاء الجسم المختلفة ويموت المصاب بداء الكلب رغم ما يقدم له من عناية طبية, أو أدوية, أو دعم للتنفس بجهاز التنفس الصناعي.
وهناك نوع من داء الكلب paralytic rabies يظهر على المصاب به شلل موضع العض ثم ينتشر الشلل إلى بقية الجسم ثم يموت المصاب في النهاية
العلاج
و يشمل:
أولا: العناية داخل المنزل:
عند إصابة شخص بعض حيوان يجب العناية بغسل الجرح جيدا و فورا بالماء والصابون و أيضا بمحلول مطهر مثل البيتادين إن كان في المتناول, و هذا يكون له أثر في تقليل الميكروبات في موضع العض وكذلك يكون له أثر في التقليل من وجود فيروس داء الكلب عندما يكون الحيوان مصاب, و إذا كان الحيوان من حيوانات التربية فيجب أخذ أسم مربيه وعنوانه ورقم تليفونه – إن أمكن – حيث أن هذه البيانات تساعد مركز الصحة العامة في مراقبة الحيوان و التحقق من إصابته من عدمها. و إذا كان الحيوان من الحيوانات البرية فيجب إبلاغ السلطات المختصة وعدم محاولة الإمساك به تجنبا للتعرض للعض حيث أن السلطات يكون لديها الوسائل الأكثر أمان للإمساك به.
إذا كان الحيوان هو الخفاش وداخل غرفة يجب حبسه و ذلك بإغلاق الأبواب والشبابيك بعد إخراج المتواجدين بالغرفة, و إذا كان ذلك ليس في الإمكان فيجب التقليل من تعرض الأشخاص للخفاش, و في كلا الحالتين يجب إبلاغ السلطات المختصة للإمساك به.
ثانيا: المعالجة الطبية:
وتشمل ثلاث مكونات أساسية عند وجود احتمال الإصابة بالفيروس.
استعمال الصابون و المطهرات في تنظيف الجرح.
حقن الأجسام المضادة لداء الكلب (injection of human rabies immune globulin (or HRIG.
حقن المصل المضاد لداء الكلب.
و يعتمد قرار العلاج على نوع الحيوان و سلوكه, و في بعض الأحيان يمكن مراقبة الحيوان بعد عضه للشخص و التأكد من سلامته أو مرضه, و متابعة الحيوان تفيد عندما تكون مدة حضانة الفيروس قصيرة (10 أيام مثلا) فإذا استمر الحيوان بحالة جيدة هذه الفترة ولم يكن الشخص قد اخذ المصل – كما قد يحدث لعدم إدراكه أهمية الأمر- فإن ذلك يكن مدعاة لعدم القلق, و أحيانا تقوم الجهات المختصة بالإمساك بالحيوان و متابعته والتأكد من إصابته أو خلوه أو موته تأثرا بالمرض.
و من الممكن إعطاء الأجسام المضادة و التطعيمات الخاصة بداء الكلب أثناء الحمل كما يجب إخبار الطبيب عند تناول أدوية مثبطة للمناعة أو مستحضرات الإستيرويد حيث أن هذه الأدوية تؤثر على المناعة وبالتالي فإن هذه الحالات يكون لها اهتمام خاص.
و يوجد نوعين من الحقن لعلاج داء الكلب:
الأول هو الأجسام المضادة (human rabies immune globulin (HRIG, و هذا يستخدم بغرض الحماية السريعة و يحقن حول موضع العض
الثاني هو الطعم المضاد لداء الكلب rabies vaccines, و الذي يعطى كبداية عند أول زيارة للمصاب بقسم الطوارئ بالمستشفى و يستمر الحقن وفق جدول على مدى 28 يوم لخمس جرعات.
و هناك ثلاثة أنواع من الطعم, وتكون كل جرعة 1 سم تحقن بالعضل و يعطى الطعم بعضلة الكتف the deltoid, و في حالة عدم التطعيم السابق يعطى الطعم يوم الزيارة الأولى ثم اليوم الثالث ثم السابع ثم الرابع عشر ثم الثامن والعشرين, و في حالة التعرض سابقا و أخذ الطعم من قبل فإن جرعتين فقط تكفيان في هذه الحالة لتحفيز الجهاز المناعي والحماية من داء الكلب, الأولى تعطى في يوم الزيارة والثانية تعطى في اليوم الثالث.المتابعة
يجب الانتظام في أخذ المصل حسب الجدول, كما قد يحتاج المصاب لمسكن للألم موضع الحقن أو العض, أو يحتاج لكمادات دافئة موضع الحقن للتخفيف من الألم, و في حالة وجود أي ردود أفعال بالجسم بعد الحقن يجب مراجعة الطبيب أو قسم الطوارئ بالمستشفى.
الوقاية
تعتمد الوقاية على التقليل من المرض في مملكة الحيوان, و عدم التعرض للحيوانات التي تنقل الفيروس الخاص بالمرض, من حيوانات برية و حيوانات شاردة, كما يجب تطعيم الحيوانات الأليفة و التي يقوم أشخاص بتربيتها مثل الكلاب, كما يجب على الأشخاص المحافظة على الحيوانات التي يقومون بتربيتها من التعرض للحيوانات الناقلة
داء الكلب (السعار) Rabies
الكاتب : إدارة الموقع
On أغسطس 28, 2020