بُحث استعمال ماءات الكالسيوم في المداواة اللبية من قبل ( هيرمان ) عام 1920 , وعلى الرغم من هذه الدراسات الموثقة فإنه لم يُعرف تطبيق ماءات الكالسيوم خلال الـ 25 سنة التالية .
لم تصنف ماءات الكالسيوم كمطهر عادي تقليدي , لكنها تستطيع أن تقتل الباكتيريا في الأقنية الجذرية , ولقد استخدمت بشكل روتيني من قبل أطباء المداواة خلال الـ 40 سنة الماضية حيث أصبحت قيمة استخدام ماءات الكالسيوم أثناء المعالجة اللبية للأسنان المتموتة معروفة وموثوقة بشكل كامل . تستخدم ماءات الكالسيوم عادة كطلاء من ماءات الكالسيوم ضمن محلول مائي , ويتم في حرارة الجسم تحلل 2و0% من ماءات الكالسيوم إلى شوارد الكالسيوم Ca++ والماءات OH– . تحتاج ماءات الكالسيوم إلى الماء للتحلل , لذا فإنه من المفيد جدا ً استخدام الماء كسواغ ( محلول ) لعجينة ماءات الكالسيوم . كما تشكل ماءات الكالسيوم عند تعرضها للهواء كربونات الكالسيوم Caco3 بعملية بطيئة جدا ً , وهذه العملية ليست لها أهمية سريرية , وتعطي عادة عجينة ماءات الكالسيوم مع كمية كبيرة من كربونات الكالسيوم ملمسا ًحبيبيا ًمبرغلا وذلك لأن الكربونات تملك انحلالية ضعيفة جدا ً .
لقد اقترح استعمال الكريزاتين وباركلورفينول المكوفركسواغ لعجينة ماءات الكالسيوم , حيث ينتج مزج ماءات الكالسيوم مع الكريزاتين كريسيلات الكالسيوم وحمض الخل , في حين ينتج مزجها مع باركلور فينول المكوفر باراكلورفينولات الكالسيوم , ولكن في كلا الحالتين تحبط عملية الحلمهة ونفشل في الحصول على درجة PH مرتفعة . تعمل ماءات الكالسيوم كمادة مطهرة ولكن بشكل بطيء , ففي المختبر تحتاج إلى 24 ساعة من التماس المباشر حتى تستطيع قتل المكورات المعوية , أما سريريا ً فيحتاج الضماد القنيوي إلى أسبوع ٍ كامل ٍ لكي يطهرالقناة الجذرية بشكل آمن وسليم . بالإضافة إلى قتل الباكتيريا تملك ماءات الكالسيوم خاصة رائعة وهي قدرتها على حلمهة الجزء اللبيدي من عديدات السكاكر المخاطية الباكتيرية والتي تسبب خمول الفعل البيولوجي لعديدات السكاكر جاعلة إياها عاجزة ً عن إحداث تأثيرات بيولوجية كإحداث السمية, وإحداث الحمى, وتنشيط البالعات الكبيرة , والنشاطات المتممة الأخرى , وهذه الخاصة لها أهمية سريرية كبيرة جدا . ومن ناحية أخرى فإن البقايا الخلوية والجدارية الميتة والناتجة عن قتل الباكتيريا تسبب أيضا ً إنتانا ً في القناة الجذرية , وماءات الكالسيوم لا تقوم فقط بقتل الباكتيريا بل تقوم أيضا ً بتقليل وإبطال تأثيرعديدات السكاكر الخلوية الجدارية المتبقية . يمكن أن تمزج ماءات الكالسيوم مع الماء المعقم أو مع السالين . ويجب أن يتم مزج ماءات الكالسيوم بقوام كثيف حتى يتم حمل أكبر قدر ممكن من جزيئات ماءات الكالسيوم على أداة التطبيق . وإذا أردنا الحصول على أعلى وأفضل فعالية لضماد ماءات الكالسيوم فإنه من المهم جدا ً أن نملأ القناة الجذرية بشكل متجانس إلى كامل الطول العامل .
المعالجة بماءات الكالسيوم
يمكن أن يكون ضماد ماءات الكالسيوم ضمن القنيوي عاملا ًعلاجيا ً في سياق معالجة الأسنان المصابة بهجمات انتانية .
إن أسباب الهجمات التي تصيب السن عديدة ومتنوعة لكن المؤكد أن أهم هذه الأسباب هو الباكتيريا التي تدخل وتنتشر ضمن النظام القنيوي كاملا ً,ويكون هدف تطبيق ماءات الكالسيوم تقليل المستعمرات الجرثومية وتقليل ذيفاناتها وتأثيراتها السمية , فقد ظهر أن تأثير ماءات الكالسيوم المضاد للميكروبات هو الأفضل إذا بقي الضماد ضمن القناة أسبوعا ًعلى الأقل .
إن إزالة طبقة اللطاخة يسهل كثيرا ًإنتشار ماءات الكالسيوم ضمن القنيات العاجية , وإن هذه المرحلة مفيدة جدا ً لأن عديدات السكاكر الدهنية الباكتيرية والموجودة في معظم التفاعلات الالتهابية يمكن أن تنتشر ضمن العاج .
يوجد عدة طرق يمكن من خلالها تطبيق ماءات الكالسيوم ضمن الأقنية الجذرية نذكر منها: مدفع إدخال , تكثيف جانبي , حقن , بوربات , مبارد يدوية , أقماع ورقية , وكل هذه الطرق هي مقبولة وعملية .
هناك دراسة قارنت بين استعمال البوربات واستعمال تقنية الحقن, فوجدت أن استعمال البوربات بشكل جيد قد أدى إلى توزيع ماءات الكالسيوم إلى كامل الطول العامل وبكثافة جيدة بغض النظر عن انحناء القناة ,بالمقابل كانت تقنية الحقن محدودة النتائج في حالات انحناء القناة أو ضيق قطرها , لذا يمكن القول أن أفضل آلية لتطبيق هذا الطلاء هي استعمال البوربات .
يعتمد احتمال تقليل ماءات الكالسيوم للألم بعد تطبيقها على قدرتها على قتل الجراثيم وإبطال مفعول نتاجاتها السمية . ويعتقد بعض الباحثين أن الآلية المضادة للباكتيريا لماءات الكالسيوم يمكن أن تعزى إلى امتصاصها لثاني اكسيد الكربون مما يؤثر على الباكتيريا في القناة الجذرية ويميتها جوعاً . كما يمكن أن تقوم ماءات الكالسيوم بممارسة تأثيرها بواسطة إلغاء فراغ القناة الجذرية مما يقلل من دخول النتاجات النسيجية التي تعتبر المصدر المحتمل لتغذية الباكتيريا . كما يعزو بعض الباحثين تحلل النسج الرخوة والتأثير المضاد للباكتيريا الموجودان في ماءات الكالسيوم إلى درجة قلويتها المرتفعة .
إن قدرة ماءات الكالسيوم على قتل الأصناف الشبيهة بالجراثيم يمكن أن يقلل حدوث الهجمات الانتانية . لم توضح الآلية العلاجية الدقيقة لماءات الكالسيوم بشكل كامل لكن التأثيرات المؤكدة لها قد تم دراستها حيث أنها تقوم بحل النسج الميتة عن طريق حل البروتينات الخلوية مما يسمح لهيبوكلوريت الصوديوم بعدها بحل النسج المتبقية بشكل أسهل , هذا التأثير الحال للنسج يتم على حد سواء في البيئة الهوائية واللاهوائية . استطبابات استعمال ماءات الكالسيوم :
1 بين الجلسات للأسنان التي لم يتم تنظيفها وتحضيرها بشكل كامل
2- الأسنان التي تبدي بعض الأعراض
3- الأسنان التي تكون مواعيد جلساتها متباعدة
4- الأسنان التي تحوي انتانات حول ذروية
وأخيرا ً يمكن أن يستعمل محلول ماءات الكالسيوم المشبع ممزوجا ً مع مطهر ما كعنصر مضاد جرثومي فعال للإرواء .