التأثيرات السلبية لتشوهات الأسنان و الوجه و الفكين:إن تلك التشوهات السنية الوجهية يمكنها ان تؤثر علي كفاءة الوظائف الجسمية الفموية الوجهية بعدة طرق, فمن الممكن ان يكون المضغ مختلا وخاصة في الحالات الحادة وهذا الخلل يمكن ان يؤثر علي الهضم و الصحة التغذوية العامة.
و من هذه التشوهات كذلك قصور الشفاه (عدم تلامس الشفتين فى حالة الإسترخاء) – و الذي يرجع الي النمو العمودي الزائد للفك العلوي- و الذى يتسبب في التنفس الفموي (عن طريق الفم بدلاً من الأنف) و بذلك يزيل التأثير الفسيولوجي للانف علي عملية التنفس.
وغالبا ما يتأثر الكلام بالتشوهات السنية الوجهية بالرغم من القدرات التلاؤمية (التعويضية) للجسم . كما أن الاسنان الغير منتظمة يمكن ان يكون لها تأثير سلبى عميق علي المحافظة علي الصحة الفموية الملائمة وبذلك تجعل الاسنان اكثر عرضة للتسوس و امراض الأنسجة داعمة الاسنان. و كذلك فإن الوظيفة السوية للمفصل الصدغي الفكى غالبا ما تتأثر بعدة انواع من التشوهات السنية الوجهية و التى تسبب إضطرابات عديدة فى أداء ذلك المفصل منها الألم و الصداع.
إن التأثيرات الجسمانية للتشوه السني الوجهي مهمة و لكنً الاثر النفسي الاجتماعي للتشوه السني الوجهي علي الفرد يكون غالبا أكبر و أشد, فمثل هذا التشوه يمكنه ان يؤثر بشكل سلبى كبير علي نوعية الحياة التى يعيشها هذا الإنسان أو المريض و يستلزم تأقلم مع هذا التشوه يستمر طوال حياته.
تشوهات فى إرتصاص الأسنان و إلتهابات باللثة و إختلال هيكلى بين الفكين مؤدى إلى عدم إطباق الأسنان
تشوه فى الشكل العام للوجه و بروز الأسنان الأمامية العلوية نتيجة لتشوه الفك العلوى و كذلك تشوه واضح بالناحية اليمنى للفك السفلى و عدم تلامس الشفتين، بسبب خلقى
أسباب تشوهات الوجه و الفكين:
هناك اسباب عديدة لتشوهات الوجه و الفكين و لكن يمكن تقسيمها بصفة عامة إلى ثلاثة مجموعات رئيسية و هى إما خّلقية أو نشأية (نمائية) أو مُكتسبة:
1- الأسباب الخلقية: و هى التشوهات التى تحدث أثناء فترة نمو الجنين داخل الرحم، و من أسبابها وجود الجنين فى وضع غير سليم مما يتسبب فى الضغط الزائد على عظام الوجه و الفكين أثناء فترة النمو و التشكيل، و كذلك عن طريق إنتقال الجينات الوراثية التى تحمل الصفات المختلة إلى الأبناء، أو إختلال أو طفرات فى الجينات السليمة بسبب إصابة الأم ببعض الأمراض المعدية و الحمى الشديدة، أو إستعمال بعض الأدوية الضارة بالجنين، و كذلك التعرض للإشعاعات المختلفة أثناء فترة الحمل .
– الأسباب النشأية أو النمائية: و هى الحالات التى تحدث أثناء فترة الطفولة و تبدأ من بعد الولادة مباشرةً و حتى سن البلوغ، و يتسبب فيها فى الغالب أشياء مشابهة للتى تحدث أثناء فترة الحمل و لكنها هنا تصيب الطفل نفسه مثل إختلال أو طفرات فى الجينات السليمة بسبب الإصابة ببعض الأمراض المعدية و الحمى الشديدة، و كذلك التعرض للإشعاعات المختلفة، كما تحدث أيضاً نتيجةً لإنتقال الجينات الوراثية التى تحمل الصفات المختلة إلى الأبناء و التى لا تظهر إلا فى فترة الطفولة.
3- الأسباب المكتسبة: و هى التى تحدث فى أى سن إما نتيجةً للحوادث و الإصابات المختلفة و الكسور الشديدة التى تصيب عظام الوجه و الفكين و تلتأم بشكل غير صحيح أو المصحوبة بفقدان جزء من تلك العظام أو تلك التى تصيب مراكز النمو لعظام الفكين أثناء فترة النمو، أما السبب الآخر فهو نتيجة للإصابة بالأمراض المختلفة و منها الأورام الخبييثة و بعض الأورام الحميدة التى يستلزم معها إستئصال جزء من تلك العظام أثناء العلاج الجراحى لتلك الأورام، و كذلك أمراض إلتهابات و تآكل المفاصل و التى قد تصيب المفصل الصدغى للفك السفلى.
أهمية دور الجراحة التقويمية فى علاج التشوهات المختلفة:
إن الجمع بين العلاج الجراحى و العلاج التقويمي للاسنان جعل من الممكن علاج التشوهات السنية الوجهية و التي لم يكن من الممكن تصحيحها في السابق عن طريق العلاج التقويمي للاسنان فقط (علي سبيل المثال , زيادة النمو العمودى للفك العلوي والاطباق المفتوح الامامي الشديد للاسنان)
وقد خلقت الجراحة التقويمية للفك فرص جديدة و مثيرة للاهتمام في علاج المرضي ذوي التشوهات السنية الوجهية , و خلصت طبيب تقويم الاسنان من مشكلة تقديم علاج منقوص (غير كامل و غير مُرضى) للمرضي المصابين بعدم الاتساق الهيكلي بين عظام الفكين . إن الخبرة في الجراحة التقويمية للفك قد زادت من فهم اسسها و قواعدها البيولوجية (الحيوية) و تنقية شكلها الجمالي والتي تمكننا الان من توصيل نتيجة متزنة وثابتة وجمالية ووظيفية للمرضي.
أنواع علاجات سوء إطباق الأسنان:
هناك ثلاثة انواع من العلاج متاحة عندما يتسبب التباين (الإختلاف) الهيكلي الشديد بين الفكين في الاصابة بسوء الاطباق وهي :
1- تعديل النمو : و ذلك أثناء نمو الاطفال , فيمكن من خلال تقويم العظام السنية الوجهية ان نُعدل طريقة و شكل النمو الي حد ما (الي اي درجة يمكنه ان يتغير, يختلف ذلك باختلاف إستجابة المرضى و مازال محل جدل).
طريقة تعديل نمو عظام الفك السفلى فى سن الطفولة
2- تمويه المعالجة السنية التقويمية : التعويض السني للتشوه الهيكلي أو تمويه المعالجة السنية التقويمية (للتغلب على مشكلة عدم قدرة العلاج التقويمى للأسنان وحده على علاج التشوه الموجود نظراً للحاجة إلى العلاج الجراجى أيضا) لا يمكنه فقط ان يُفسد جماليات الوجه ولكن يمكنه ايضا ان يُفسد ثبات نتائج تقويم الأسنان و ارتدادها إلى ما كانت عليه . كما أن هذا الاختيار من المحتمل ان يزيد من وقت العلاج.
3- الجراحة التقويمية للفك: و هو التصحيح القائم علي الجمع بين العلاج التقويمي و التصحيح الجراحي و يعتبر افضل وسيلة علاجية للاختلالات التوازنية السنية الهيكلية و التي تُجرى بمجرد ان يتوقف نمو الفكين (14-16 سنة للإناث و 16-18 سنة للذكور) .
أهداف العلاج في الجراحة التقويمية للوجه و الفكين:
هناك ثلاثة اهداف اساسية للعلاج في الجراحة التقويمية للفك وهي : الوظيفة (الخاصة بالأسنان و دقة الإطباق), جماليات الوجه, و الثبوتية (التوازن) فى نتائج العلاج. وهذه الاهداف الثلاثة تكون القاعدة الأساسية في علاج المرضي ذوي التشوهات السنية الوجهية وغالبا ما تتوافق هذه الاهداف .
1- الوظيفة :
التشوهات الوظيفية و الجمالية غالبا ما تتواجد معا بطريقة توافقية وعندما تتواجد معا يجب ان يُصمَم العلاج بحيث يقوم بتصحيح الاثنين معا. فعند تصحيح مشكلة وظيفية , يكون لدي الطبيب السريري الفرصة لتحسين الجماليات الوجهية في نفس الوقت ويجب ان يحقق اقصي استفادة من ذلك . وعلاج المرضي ذوي الوظيفة الهزيلة (الغير سليمة) و لكنهم يملكون جماليات جيدة يكون تحدياً صعباً. وفي هذه الحالات يجب ان تتجنب عملية التخطيط جعل هذه الجماليات تبدو اسوأ عند تزويد العلاقات الوظيفية المثالية .
2- الجماليات:
إن المظهر الوجهي هو غالبا محورالاهتمام الرئيسي للمريض. و ادراك المريض لما هو سيىء جماليا هو الاهتمام الاعظم , و واحدة من اولي اهتمامات الطبيب السريري هي ان يرسخ اهتمامات المريض الجمالية. وكما قال ليو تولستوي Leo Tolstoy : في أثناء فترة الطفولة ” انا مقتنع بأنه لايوجد شىء يُحدث تاثيرا علي اتجاه تفكير الانسان كالتاثير الذي يُحدثه مظهره , وليس المظهرفي نفسه ولكنها عقيدة الانسان او إقتناعه بانه جذاب او غير جذاب “.
والاختلالات التوازنية الجمالية غالبا ما تكون نتيجة تشوه وجهي سني واضح , وفي بعض الحالات يمكن تحسين هذه الجماليات بالجراحة وحدها بالرغم من ان المشكلة الوظيفية ليس بالضرورة قد تم علاجها.
شكل الوجه قبل الجراحة التقويمية
بعد قبل
3- الثبات:
بدون وجود الثبوتية فى النتائج التى تم التوصل إليها فان تحقيق الوظيفة الجيدة و الجماليات المُرضية يكون غيرمقبول بشكل واضح. واستقرار حركات السنه المقومه مشكوك فيه. و مثال علي ذلك هو شد الاسنان و سحبها لأعلى عن طريق طبيب التقويم لتصحيح الاطباق المفتوح الامامي الهيكلي (الناشىء عن الإختلال فى نمو العظام و ليس الإختلال فى وضع الأسنان فقط). فأي محاولة للعلاج السني التقويمي تسبق الجراحة لتصحيح هذاالنوع من الاطباق المفتوح يضيف حالة من عدم الاستقرار الواضح للنتيجة الاجمالية. فبعد اعادة التوضيع الجراحي للفكين فى وضع جديد و لكنه يزيد عن الوضع البيولوجى الحيوى للفكين من حيث الإتساق مع وضعية و حركات العضلات المختلفة للوجه و الفكين, فإن ذلك سوف يؤدى إلى التنكيس و الإرتداد الي علاقة عضلية هيكلية اكثر انسجاما مع الفرد و بذلك تتغير النتائج الجمالية بشكل كبير.
إن الإستقرار الإنطباقي للأسنان في اي لحظة من اللحظات هو نتيجة مجموع القوي التي تعمل ضد الاسنان من عضلات و أنسجة داعمة و وضع مفصل الفك, من ضمن أشياء أخرى.
و قد ثبت ان استخدام حركات الأسنان التقويمية الصحيحة و الطرق الجراحية السليمة سوف تؤدى إلى النتائج المثالية فى الثبات و الوظيفة و الشكل الجمالى.
استشارة المريض:
التخطيط الدقيق للمعالجة و التطبيق الجراحي و التقويمي الدقيق ضروريان لإنجازِ أهدافِ المعالجةِ . ويساويهما في الاهمية التواصل بين الطبيب السريري والمريضِ بالإضافة إلى التواصل بين الطبيب السريري والطبيب السريري فى التخصصات المختلقة.
وتتم الاستشارة النهائية و التي تسبق العلاج مباشرة فقط بعد ان يتم القيام بتقييم منظم للمريض و ايضا بعد ان يتفق كلا من طبيب تقويم الاسنان و الجراح علي خطة نهائية للعلاج. ومن الملزم ان يتم اطلاع المريض ( وربما الابوان او الازواج و الزوجات) علي المعلومات بشكل جيد . فالمرضي المطلعين جيدا يتبعون التعليمات و كقاعدة عامة يكونون اسهل في العلاج.
يجب علي كل من اطباء تقويم الاسنان و الجرّاحين أَنْ يُطوّروا طرقَهم في إعْلام المرضى وكسب ثقتَهم . فمن المُهمِ إبْقاء التفسيراتِ بسيطة وإسْتِعْمال الصور الإشعاعيةِ والقوالب السنية للمرضي لشرح المشاكلِ المرضية. كما يَجِبُ أَنْ تُناقشَ حلول هذه المشاكلِ باستخدام مصطلحات عامة وان تُوضح الحاجةَ للجراحةِ . و كذلك اهمية ارتصاص الاسنان في فترة ما قبل الجراحة و احتمالية الا يتحسن الاطباق او حتي يسوء في هذه المرحلة يجب ان يشرح للمريض .
كما أن اختيار الكلمات مهم بالنسبة لطبيب تقويم الاسنان في مناقشة و توضيح نوع الجراحة المطلوبة . يَجِبُ أَنْ تُستَعملَ بعض المصطلحات مثل إعادة الموقعِ وتُطوّلُ أَو تُقصّرُ عند وَصِفُ الإجراءاتَ الجراحيةَ. ويَجِبُ أَنْ يُتْرَكَ إلى الجرّاحِ التفسيرالاكثر تفصيلا و النهائي للجراحةِ. والحالات المُعَالَجة من مشاكلِ مماثلةِ قَدْ تُستَعملُ لعَرْض أهدافِ معيّنةِ للمعالجةِ. لمعظم المرضى يكون وقت المعالجةَ مهمُ جداًو لكن من الافضّلُ عدم اعطاء طول معيّن مِنْ الوقتِ. ولكن من المهم على أية حال إعْطاء المريضِ فكرة عامّة عنْ طولِ فترة المعالجةِ واعطاء المريض لمحة عن العلاج و التي تُوضّحُ المراحلَ المُخْتَلِفةَ للمعالجةِ ، تسلسل هذه المراحلِ والوقتِ الذي يُمْكِنُ أَنْ تَأْخذَه كُلّ مرحلة. كما يَجِبُ أَنْ ينبه المريض إلى عواملِ معينة مثل الكثافةِ العظميةِ ,أمراض دواعم الاسنان ، تعاون المريض ، العُمر و السنِّ,و قلع الاسنان و التي قَدْ تُؤثّرُ على وقتِ المعالجةَ والدقّةَ الجراحيةَ. ومن المهم أيضاً في هذه المرحلة إخْبار المريض عن كلفةِ تقويم الاسنان والذي يشكل جزءً من العلاج.
توضيح خطوات المعالجةِ المثاليةِ:
إن خطوات المعالجةِ المثاليةِ تَشْملُ ستّة مراحلِ:
1- وضع الاربطة و الشرائط التقويمية على الأسنانِ. أيّ خلع ضروري مِنْ الأسنانِ يتم القيام به في هذه المرحلة وعادة بعد ذلك باسبوعين او ثلاثة اسابيع تصبح هذه الاربطة التقويمية ملائمة .
2- مرحلة ما قبل الجراحة \ المرحلة السنية التقويمية التحضيرية ( من9 إلى 18 شهرِ، في المعدل) سَتُرتّبُ الأسنان الآن في مواقعِها المثاليةِ في كُلّ قوس. و عندما يَرضي طبيب تقويم الاسنان بِأَنَّ هذا التحضيرِ قد اكتملُ، فيتم تحويل المريض مرة اخري الي الجراح.
3- المرحلة الجراحية ووقت الشفاء ( من 4 إلى 6 أسابيعِ) يقوم الجرّاح ً بإعادة الفكِّ أَو الفكين إلى أكثر علاقة مناسبةِ لتَأسيس إنسداد (اطباق) جيد وأبعاد وجهية متوازنة . بعد فترة شفائية قصيرة، يعود المريض إلى طبيب تقويم الاسنان لاجراء التصحيحِ النهائيِ للاطباق. ومن المهمُ جداً ان يَرى المريضَ طبيب تقويم الاسنان من اسبوعين إلى ثلاثة أسابيعِ بعد الجراحةِ للفحص السني التقويمي لما بعد الجراحة.
4- المرحلة السنية التقويمية لما بعد الجراحة لإتْقان الاطباقِ ( من 3 إلى 6 شهورِ). إنّ غرضَ تقويم الاسنان بعد الجراحةِ هو تنقية الاطباق . و يَتضمّنُ عادة حركةَ ِ بسيطةِ للاسنان و ذلك لإنْهاء الإنسدادِ وتحقيق نتيجة مقنعة .
5- ازالة الاربطة و الشرائط التقويمية.
6- مرحلة التثبيت ( من 6 إلى 12 شهرِ). عندما تكتمل المعالجة السنية التقويمية ، مَنْ الضَّرُوري للأسنان التي حُرّكتْ خلال العظمِ أَنْ تثَبّتَ في مواقعِهاالجديدةِ لفترة من الوقت. و يقوم طبيب تقويم الاسنان بَصْنعُ حافظة معينة لتثبيت وضع الأسنان ، و التي يجب أنْ تُلْبَسَ مِن قِبل المريضِ تبعا لتعليمات طبيب تقويم الاسنان
.مرحلتى العلاج 1 و 2 فى حالة نمو زائد فى الفك السفلى أدى إلى إختلال هيكلى بين الفكين