الدكتور محمد يوسف
أستاذ تقويم الأسنان في كلية طب الأسنان جامعة دمشق
Mohamed Youseef Dr.med.DDS
Professor of orthodonics
Faculty of dental medicine
Damascus University
الجزء الأول
ملخص البحث :
في سياق البحث حول علاقة المركب السني الوجهي بالعرق البشري تمت دراسة انتشار الاضطرابات السنية الوجهية في سورية من خلال فحص (518)مريضا ( 212ذكر ، 306إناث ) يعالجون في قسم تقويم الأسنان في جامعة دمشق ، حيث تم فحص الأمثلة الجبسية لهؤلاء المرضى قبل المعالجة التقويمية بالإضافة إلى الحالة السريرية والوظيفية عندهم كما تمت دراسة توضع الأسنان من خلال الصور الشعاعية البانورامية وداخل الفموية . وذلك لمعرفة أهم الاضطرابات الموجودة ونسبة انتشارها وبالتالي مقارنتها بالدراسات العالمية في هذا المجال . لقد تم تقييم الأمثلة الجبسية والإطباق في ثلاث مستويات وهي :
السهمي المتوسط ، العمودي والمعترض أو الجانبي .
وبالنتيجة تم تقسيم هذه الاضطرابات إلى عشر مجموعات رئيسية هي :
– الاضطرابات الجنينية التطورية.
– الكزم
– الدرجة القاطعة السهمية
– العضة العميقة والمغطية
– العضة المعكوسة الخلفية
– الازدحام أو نقص المسافة
– البروز المضاعف
– والاضطرابات السنية المفردة
وكان أكثر هذه الاضطرابات انتشارا الدرجة القاطعة السهمية يليها الازدحام أما أقلها كان الفراغات بين السنية
In the course of an investigation on the relationship between the dentofacial complex and the human race , the prevalence of dentofacial deformities in Syria was studied. It included 518 patients ( 212 males, 306 females) , who were examined and treated at the department of Orthodontics, Faculty of dental medicine, Damasus University. Cast-analysis , in addition to clinical and functional evaluations, were done ; in order to detect the most common derformities in Syria, and to compare them with those in other countries. Three planes were used for the evaluation of the casts and occlusion: the sagittl, vertical and transversal planes.
The results showed that the deformities were divided into 10 groups . They were:
1- empbryonal deformities
2- progenie
3- overjet
4- deep and deckbite
5- lateral crossbite
6- crowding
7- interdental spaces
8- bimaxillary protrusion
9- single tooth displacement
the overjet was the most common deformity, crowding came second, and interdental spaces were the least common.
انتشار الاضطرابات السنية الوجهية في سوريا
الدكتور محمد يوسف : أستاذ تقويم الأسنان في كلية طب الأسنان – بجامعة دمشق –
مقدمة :
إن تحقيق هدف المعالجة التقويمية والمتمثل : بالوصول إلى الكمال الجمالي والوظيفي للمركب السني الوجهي والجهاز الماضغ لا يتم إلا بالتعرف على كافة العوامل التي تؤثر على تطور هذا المركب وبالتالي الوقوف على الأسباب التي قادت لحدوث الاضطراب الموجود بالمركب السني الوجهي أو الجهاز الماضغ وسببت سوء الإطباق الواجب معالجته .
لذا فقد بدأت الدراسة منذ نشوء اختصاص تقويم الأسنان كفرع مستقل عن اختصاصات طب الأسنان الأخرى بالبحث عن أهم العوامل التي تقود لحدوث سوء الإطباق وما هو مدى تأثير كل عامل منها وكيف تتم عملية تشخيصها وتفاديها أو التخلص منها في حال وقوعها ، فالتشخيص في تقويم الأسنان كما هو الحال في كافة الفروع الطبية يعتبر الخطوة الأساسية والحاسمة في معالجة الحالة المرضية ولا يمكن لأي معالجة مهما كانت بسيطة أن تسير بشكل سليم ما لم تكن مبنية على تشخيص صحيح.
والخطوة الأساسية بالتشخيص هو التعرف على الأسباب التي قادت للحالة والعوامل التي تلعب دورا كبيرا أم صغيرا في حدوث ذلك .
وتعددت الدراسات والأبحاث وتناقضت الآراء أحياناً حول أهمية العوامل المختلفة التي تؤدي لسوء الإطباق . فبعض الأبحاث يؤكد على دور الوراثة بشكل أساسي في حدوث سوء الإطباق ، فالمركب السني الوجهي يتأثر حسب رأي هذا الفريق من الباحثين لصفات وراثية بتناقلها الأبناء من الآباء وتخضع لعوامل مرتبطة بالجنس والعرض البشري وبالتالي فإن المركب السني والقحف الوجهي يتطوران وفق نموذج نمو معين خضع لتأثير هذه العوامل الوراثية وهناك علاقة وثيقة ما بين المركب السني من جهة ونموذج نمو القحف الوجهي من جهة ثانية وكلاهما مرتبط بالعوامل الوراثية المذكورة ، ويأتي في مقدمة هؤلاء الباحثين :
Korkhaus 1957 p.142-158, Lundstorm 1984 p. 77, Baume 1957 p.673, Schulze 1982 p. 15-53.
أما الفريق الثاني من الباحثين يعتقد أن المركب السني الوجهي يتأثر بالبيئة المحيطة به والمتمثلة بالمركب العضلي للجهاز الماضغ والوظائف التي يؤديها بشكل خاص ، بالإضافة إلى الوظائف الجهازية الأخرى هذا بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية الأخرى مثل القوس السنية نفسها والعوامل الموضعية المحيطة بهذه القوس بالإضافة إلى العوامل العامة المرتبطة بالجسم بشكل عام ويأتي في مقدمة هؤلاء الباحثين :
Nanda 1955 p.658-673, Moss 1973, Frankel 1967 p.15-52 … الخ .
ولقد أجريت دراسات عديدة في الآونة الأخيرة من أجل التعرف على نماذج النمو الوجهي كعامل هام من هذه العوامل وذو دور بارز في حدوث سوء الإطباق نذكر منها على سبيل المثال : دراسات :
Bjork 1955 p.9 , Ricketts 1961 p. 141 , A . M. Schwarz 1985 p.15, Jarabak 1975 p. 272, Lundstrom 1984 p . 77 , Moss 1973 p. 48, Petrovic 1986 p.27-67
والأبحاث مازالت مستمرة حول تحديد دقيق لنماذج النمو الوجهي ومدى علاقتها بسوء الإطباق وبالاضطرابات السنية الفكية من جهة وكذلك مدى علاقتها بالعوامل البيئية والوراثية من جهة ثانية .
حسب أبحاث Klink-Heckmann1986 p. 157-186, Klink-Heckmann 1990p. 22
يتجه الوجه البشري عند الأشخاص ذوي الإطباق السليم خلال النمو نحو الأسفل والأمام على طول المحور الطولي للوجه Yويبدي الفك السفلي دورانا أمامياً خفيفاً .
لتحديد العلاقة ما بين سوء الإطباق واضطراب العلاقة الفكية من جهة وما بين النموذج نمو القحف الوجهي من جهة ثانية قمت بإجراء بحث كانت مهمته الإجابة على التساؤل الأساسي :
– هل يوجد لكل حالة من حالات سوء الإطباق نموذج نمو وجهي خاص بها ؟
– وفي حال وجوده ما هو مدى تأثر هذا النموذج من النمو الوجهي بالمعالجة التقويمية
(Youssef 1987 p. 42-92 )
حيث تمت الدراسة من خلال مقارنة نموذج النمو الوجهي لحالات مختلفة من الاضطرابات السنية الوجهية هي الكزم ، الصنف ثاني نموذج أول حسب أنجل ، العضة المغطية والعضة المفتوحة مع النمو الوجهي لحالات الإطباق السليم بنفس العمر ومن خلال دراسة الصور الشعاعية السيفالومترية لهؤلاء المرضى قبل وبعد المعالجة ومقارنتها مع الصور الشعاعية السيفالوميترية لأطفال ذوي إطباق سليم بنفس العمر .