التهاب اللثة التوسفي المزمن مصطلح استخدم لسنوات عديدة لوصف حالة خاصة لالتهاب لثة تتصف باحمرار شديد وتوسف سطح البشرة.
اعتقد في وقت ما أن ذلك كان مرضاً انحلالياً نوعياً للأنسجة اللثوية على الرغم من أن الآلية الإمراضية المجهولة، وفي بعض الأحيان كانت تدعى (استحالة اللثة) وعلى أية حال أول من استخدم مصطلح (استحالة اللثة) Massler, وSchour عام 1947 لوصف مرض لثوي من المحتمل أنه غير مرتبط بذلك، فقد وجداه في مجموعة من الأطفال الإيطاليين سيئي التغذية.
ودرس Mc-carthy ومساعدوه 40 حالة لالتهاب اللثة التوسفي المزمن واستنتجوا عام 1960 أنه لم يكن مرضاً نوعياً، بل ظاهرة سريرية للعديد من الأمراض وبالتالي له أسباب متعددة.
يستخدم الآن مصطلح (التهاب اللثة التوسفي المزمن) العديد من الباحثين كمصطلح وصفي لتظاهرات فموية لأمراض مختلفة ويعتمد تصنيف التهاب اللثة التوسفي المزمن على الآلية الإمراضية السببية التي اقترحها Mc-carthy ومساعدوه الذين اقترحوا أن العوامل المسببة هي:
1 – بعض الأمراض الجلدية
2 – تأثيرات هرمونية
3 –الاستجابة غير السوية للتخريش.
4 – الإنتانات المزمنة
5 – غامضة
أظهرت الدراسات اللاحقة مثل التي أجراها Neiders,Nisengard وRogers ومساعدوه أن الأمراض الجلدية كانت أكثر العوامل المسببة أهمية. وعلى سبيل المثال أظهرت دراسة neiders, nisengard لدى 67 مريضاً من أصل 100 ترسبات مرضية مناعية بالتألق المناعي لمرض جلدي.
أهم الأمراض الجلدية التي تحدث تظاهرات فموية مصنفة على أنها التهاب لثة توسفي هي:
1 – الفقاع الندبي (الفقاع السليم للغشاء المخاطي)
2 – الفقاع
3 – الحزاز المنبسط
سريرياً: يصيب التهاب اللثة التوسفي المزمن كلا الجنسين في أي عمر من فترة المراهقة إلى الكهولة المتأخرة من الحياة لكنه يغلب أكثر عند النساء بعمر 40 إلى 55 سنة
تكون اللثة في المرضى الذين لديهم التهاب لثة توسفي حمراء منتبجة وملساء المظهر، وأحياناً يشاهد حويصلات عديدة، ومناطق نازفة سطحية، ويكون سطح النسيج الضام فيها مكشوفاً.
تظهر الإصابات التي قد تحدث في الأفواه الدرداء، وكذلك في أفواه المرضى ذوي الأقواس السنية الطبيعية، توزعاً بقعياً. إذا دلكت اللثة غير المتقرحة فإن البشرة تتقشر وتبتعد بسهولة عن النسيج الضام تاركة السطح عارياً حساساً ينزف بسهولة وهذا ما يدعى (علامة نيكولسكي) وتكمن في انزلاق أو تقشير النسيج عند الملتقى البشري الضام تحت الضغط الجانبي الخفيف.
يمكن لسطوح الأغشية المخاطية الفموية أن تكون مصابة أيضاً على نحو مختلف عن اللثة وخصوصاً المخاطية الدهليزية.
يشكو المرضى الذين لديهم التهاب لثة توسفي مزمن من أنسجة لثوية حساسة إلى درجة كبيرة.
غالباً يحدث صعوبة في أكل أي شيء ساخن أو بارد أو لاذع،كما أن تفريش الأسنان يكاد يكون مستحيلاً بسبب الألم والنزف.
يمكن وضع تشخيص إفتراضي عندما يخبرنا المريض أن فمه حساس ومعرى إلى درجة كبيرة لفترة عدة أشهر ولم تنجح أي معالجة, وفي الواقع فإن الإزمان هو أحد الصفات الشائعة للمرض فبعض المرضى يعانون منه لعدة أعوام.
نسيجياً: تعتمد المظاهر النسيجية للإصابة تماماً على النهج المرضي المسبب وسوف تكون مميزة لتلك الحالة الخاصة.
المعالجة الملائمة للحالة تعتمد بشكل كلي على التشخيص المحدد للمرض.